takafa lmaghribiya

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

jamile


    أروع روائع نزار قباني

    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 74
    نقاط : 30060
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 30/12/2010
    العمر : 41
    الموقع : http://dilaye.forummaroc.ne

     أروع روائع نزار قباني Empty أروع روائع نزار قباني

    مُساهمة  المدير العام الثلاثاء أبريل 05, 2011 5:11 am



    اليوم خصصت هاته الصفحة لشاعر كبير إن تحدثنا عنه لن تكفينا مجلدات



    لكن هذا لن يمنعنا من إدراج إحدى أجمل و أورع إبداعاته



    ألا وهو الشاعر الكبير الخبير بأسرار الكلمة ومعانيها



    لا شك انكم عرفتموه أجل هو ذاك الذي الوحد العرب من المحيط حتى الخليج



    واخرج المراة من غياهب طالتها لقرون



    أجل إنه نزار قباني معشوق الملايين





    أكبر من كل الكلمات



    سيدتي ! عندي في الدفتر

    ترقص آلاف الكلمات

    واحدةٌ في ثوبٍ أصفر

    واحدةٌ في ثوبٍ أحمر

    يحرق أطراف الصفحات

    أنا لست وحيداً في الدنيا

    عائلتي .. حزمة أبيات

    أنا شاعر حبٍ جوالٌ

    تعرفه كل الشرفات

    تعرفه كل الحلوات

    عندي للحب تعابيرٌ

    ما مرت في بال دواة

    الشمس فتحت نوافذها

    و تركت هنالك مرساتي

    و قطعت بحاراً .. و بحاراً

    أنبش أعماق الموجات

    أبحث في جوف الصدفات

    عن حرفٍ كالقمر الأخضر

    أهديه لعيني مولاتي

    ---

    سيدتي ! في هذا الدفتر

    تجدين ألوف الكلمات

    الأبيض منها و .. و الأحمر

    الأزرق منها و .. و الأصفر

    لكنك .. يا قمري الأخضر

    أحلى من كل الكلمات

    أكبر من كل الكلمات




    حب بلا حدود



    1

    يا سيدتي:

    كنت أهم امرأةٍ في تاريخي

    قبل رحيل العام.

    أنت الآن.. أهم امرأةٍ

    بعد ولادة هذا العام..

    أنت امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام.

    أنت امرأةٌ..

    صنعت من فاكهة الشعر..

    ومن ذهب الأحلام..

    أنت امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي

    قبل ملايين الأعوام..

    2

    يا سيدتي:

    يالمغزولة من قطنٍ وغمام.

    يا أمطاراً من ياقوتٍ..

    يا أنهاراً من نهوندٍ..

    يا غابات رخام..

    يا من تسبح كالأسماك بماء القلب..

    وتسكن في العينين كسرب حمام.

    لن يتغير شيءٌ في عاطفتي..

    في إحساسي..

    في وجداني.. في إيماني..

    فأنا سوف أظل على دين الإسلام..

    3

    يا سيدتي:

    لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات.

    أنت امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كل الأوقات.

    سوف أحبك..

    عند دخول القرن الواحد والعشرين..

    وعند دخول القرن الخامس والعشرين..

    وعند دخول القرن التاسع والعشرين..

    و سوف أحبك..

    حين تجف مياه البحر..

    وتحترق الغابات..

    4

    يا سيدتي:

    أنت خلاصة كل الشعر..

    ووردة كل الحريات.

    يكفي أن أتهجى إسمك..

    حتى أصبح ملك الشعر..

    وفرعون الكلمات..

    يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلك..

    حتى أدخل في كتب التاريخ..

    وترفع من أجلي الرايات..

    5

    يا سيدتي

    لا تضطربي مثل الطائر في زمن الأعياد.

    لن يتغير شيءٌ مني.

    لن يتوقف نهر الحب عن الجريان.

    لن يتوقف نبض القلب عن الخفقان.

    لن يتوقف حجل الشعر عن الطيران.

    حين يكون الحب كبيراً..

    والمحبوبة قمراً..

    لن يتحول هذا الحب

    لحزمة قشٍ تأكلها النيران...

    6

    يا سيدتي:

    ليس هنالك شيءٌ يملأ عيني

    لا الأضواء..

    ولا الزينات..

    ولا أجراس العيد..

    ولا شجر الميلاد.

    لا يعني لي الشارع شيئاً.

    لا تعني لي الحانة شيئاً.

    لا يعنيني أي كلامٍ

    يكتب فوق بطاقات الأعياد.

    7

    يا سيدتي:

    لا أتذكر إلا صوتك

    حين تدق نواقيس الآحاد.

    لا أتذكر إلا عطرك

    حين أنام على ورق الأعشاب.

    لا أتذكر إلا وجهك..

    حين يهرهر فوق ثيابي الثلج..

    وأسمع طقطقة الأحطاب..

    8

    ما يفرحني يا سيدتي

    أن أتكوم كالعصفور الخائف

    بين بساتين الأهداب...

    9

    ما يبهرني يا سيدتي

    أن تهديني قلماً من أقلام الحبر..

    أعانقه..

    وأنام سعيداً كالأولاد...

    10

    يا سيدتي:

    ما أسعدني في منفاي

    أقطر ماء الشعر..

    وأشرب من خمر الرهبان

    ما أقواني..

    حين أكون صديقاً

    للحرية.. والإنسان...

    11

    يا سيدتي:

    كم أتمنى لو أحببتك في عصر التنوير..

    وفي عصر التصوير..

    وفي عصر الرواد

    كم أتمنى لو قابلتك يوماً

    في فلورنسا.

    أو قرطبةٍ.

    أو في الكوفة

    أو في حلبٍ.

    أو في بيتٍ من حارات الشام...

    12

    يا سيدتي:

    كم أتمنى لو سافرنا

    نحو بلادٍ يحكمها الغيتار

    حيث الحب بلا أسوار

    والكلمات بلا أسوار

    والأحلام بلا أسوار

    13

    يا سيدتي:

    لا تنشغلي بالمستقبل، يا سيدتي

    سوف يظل حنيني أقوى مما كان..

    وأعنف مما كان..

    أنت امرأةٌ لا تتكرر.. في تاريخ الورد..

    وفي تاريخ الشعر..

    وفي ذاكرة الزنبق والريحان...

    14

    يا سيدة العالم

    لا يشغلني إلا حبك في آتي الأيام

    أنت امرأتي الأولى.

    أمي الأولى

    رحمي الأول

    شغفي الأول

    شبقي الأول

    طوق نجاتي في زمن الطوفان...

    15

    يا سيدتي:

    يا سيدة الشعر الأولى

    هاتي يدك اليمنى كي أتخبأ فيها..

    هاتي يدك اليسرى..

    كي أستوطن فيها..

    قولي أي عبارة حبٍ

    حتى تبتدئ الأعياد




    قصيدة بلقيس



    شكراً لكم ..

    شكراً لكم . .

    فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم

    أن تشربوا كأساً على قبر الشهيده

    وقصيدتي اغتيلت ..

    وهل من أمـةٍ في الأرض ..

    - إلا نحن - تغتال القصيدة ؟

    بلقيس ...

    كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل

    بلقيس ..

    كانت أطول النخلات في أرض العراق

    كانت إذا تمشي ..

    ترافقها طواويسٌ ..

    وتتبعها أيائل ..

    بلقيس .. يا وجعي ..

    ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل

    هل يا ترى ..

    من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟

    يا نينوى الخضراء ..

    يا غجريتي الشقراء ..

    يا أمواج دجلة . .

    تلبس في الربيع بساقها

    أحلى الخلاخل ..

    قتلوك يا بلقيس ..

    أية أمةٍ عربيةٍ ..

    تلك التي

    تغتال أصوات البلابل ؟

    أين السموأل ؟

    والمهلهل ؟

    والغطاريف الأوائل ؟

    فقبائلٌ أكلت قبائل ..

    وثعالبٌ قتـلت ثعالب ..

    وعناكبٌ قتلت عناكب ..

    قسماً بعينيك اللتين إليهما ..

    تأوي ملايين الكواكب ..

    سأقول ، يا قمري ، عن العرب العجائب

    فهل البطولة كذبةٌ عربيةٌ ؟

    أم مثلنا التاريخ كاذب ؟.

    بلقيس

    لا تتغيبي عني

    فإن الشمس بعدك

    لا تضيء على السواحل . .

    سأقول في التحقيق :

    إن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل

    وأقول في التحقيق :

    إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول ..

    وأقول :

    إن حكاية الإشعاع ، أسخف نكتةٍ قيلت ..

    فنحن قبيلةٌ بين القبائل

    هذا هو التاريخ . . يا بلقيس ..

    كيف يفرق الإنسان ..

    ما بين الحدائق والمزابل

    بلقيس ..

    أيتها الشهيدة .. والقصيدة ..

    والمطهرة النقية ..

    سبـأٌ تفتش عن مليكتها

    فردي للجماهير التحية ..

    يا أعظم الملكات ..

    يا امرأةً تجسد كل أمجاد العصور السومرية

    بلقيس ..

    يا عصفورتي الأحلى ..

    ويا أيقونتي الأغلى

    ويا دمعاً تناثر فوق خد المجدلية

    أترى ظلمتك إذ نقلتك

    ذات يومٍ .. من ضفاف الأعظمية

    بيروت .. تقتل كل يومٍ واحداً منا ..

    وتبحث كل يومٍ عن ضحية

    والموت .. في فنجان قهوتنا ..

    وفي مفتاح شقتنا ..

    وفي أزهار شرفتنا ..

    وفي ورق الجرائد ..

    والحروف الأبجدية ...

    ها نحن .. يا بلقيس ..

    ندخل مرةً أخرى لعصر الجاهلية ..

    ها نحن ندخل في التوحش ..

    والتخلف .. والبشاعة .. والوضاعة ..

    ندخل مرةً أخرى .. عصور البربرية ..

    حيث الكتابة رحلةٌ

    بين الشظية .. والشظية

    حيث اغتيال فراشةٍ في حقلها ..

    صار القضية ..

    هل تعرفون حبيبتي بلقيس ؟

    فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام

    كانت مزيجاً رائعاً

    بين القطيفة والرخام ..

    كان البنفسج بين عينيها

    ينام ولا ينام ..

    بلقيس ..

    يا عطراً بذاكرتي ..

    ويا قبراً يسافر في الغمام ..

    قتلوك ، في بيروت ، مثل أي غزالةٍ

    من بعدما .. قتلوا الكلام ..

    بلقيس ..

    ليست هذه مرثيةً

    لكن ..

    على العرب السلام

    بلقيس ..

    مشتاقون .. مشتاقون .. مشتاقون ..

    والبيت الصغير ..

    يسائل عن أميرته المعطرة الذيول

    نصغي إلى الأخبار .. والأخبار غامضةٌ

    ولا تروي فضول ..

    بلقيس ..

    مذبوحون حتى العظم ..

    والأولاد لا يدرون ما يجري ..

    ولا أدري أنا .. ماذا أقول ؟

    هل تقرعين الباب بعد دقائقٍ ؟

    هل تخلعين المعطف الشتوي ؟

    هل تأتين باسمةً ..

    وناضرةً ..

    ومشرقةً كأزهار الحقول ؟

    بلقيس ..

    إن زروعك الخضراء ..

    ما زالت على الحيطان باكيةً ..

    ووجهك لم يزل متنقلاً ..

    بين المرايا والستائر

    حتى سجارتك التي أشعلتها

    لم تنطفئ ..

    ودخانها

    ما زال يرفض أن يسافر

    بلقيس ..

    مطعونون .. مطعونون في الأعماق ..

    والأحداق يسكنها الذهول

    بلقيس ..

    كيف أخذت أيامي .. وأحلامي ..

    وألغيت الحدائق والفصول ..

    يا زوجتي ..

    وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياء عيني ..

    قد كنت عصفوري الجميل ..

    فكيف هربت يا بلقيس مني ؟..

    بلقيس ..

    هذا موعد الشاي العراقي المعطر ..

    والمعتق كالسلافة ..

    فمن الذي سيوزع الأقداح .. أيتها الزرافة ؟

    ومن الذي نقل الفرات لبيتنا ..

    وورود دجلة والرصافة ؟

    بلقيس ..

    إن الحزن يثقبني ..

    وبيروت التي قتلتك .. لا تدري جريمتها

    وبيروت التي عشقتك ..

    تجهل أنها قتلت عشيقتها ..

    وأطفأت القمر ..

    بلقيس ..

    يا بلقيس ..

    يا بلقيس

    كل غمامةٍ تبكي عليك ..

    فمن ترى يبكي عليا ..

    بلقيس .. كيف رحلت صامتةً

    ولم تضعي يديك .. على يديا ؟

    بلقيس ..

    كيف تركتنا في الريح ..

    نرجف مثل أوراق الشجر ؟

    وتركتنا - نحن الثلاثة - ضائعين

    كريشةٍ تحت المطر ..

    أتراك ما فكرت بي ؟

    وأنا الذي يحتاج حبك .. مثل (زينب) أو (عمر)

    بلقيس ..

    يا كنزاً خرافياً ..

    ويا رمحاً عراقياً ..

    وغابة خيزران ..

    يا من تحديت النجوم ترفعاً ..

    من أين جئت بكل هذا العنفوان ؟

    بلقيس ..

    أيتها الصديقة .. والرفيقة ..

    والرقيقة مثل زهرة أقحوان ..

    ضاقت بنا بيروت .. ضاق البحر ..

    ضاق بنا المكان ..

    بلقيس : ما أنت التي تتكررين ..

    فما لبلقيس اثنتان ..

    بلقيس ..

    تذبحني التفاصيل الصغيرة في علاقتنا ..

    وتجلدني الدقائق والثواني ..

    فلكل دبوسٍ صغيرٍ .. قصةٌ

    ولكل عقدٍ من عقودك قصتان

    حتى ملاقط شعرك الذهبي ..

    تغمرني ،كعادتها ، بأمطار الحنان

    ويعرش الصوت العراقي الجميل ..

    على الستائر ..

    والمقاعد ..

    والأواني ..

    ومن المرايا تطلعين ..

    من الخواتم تطلعين ..

    من القصيدة تطلعين ..

    من الشموع ..

    من الكؤوس ..

    من النبيذ الأرجواني ..

    بلقيس ..

    يا بلقيس .. يا بلقيس ..

    لو تدرين ما وجع المكان ..

    في كل ركنٍ .. أنت حائمةٌ كعصفورٍ ..

    وعابقةٌ كغابة بيلسان ..

    فهناك .. كنت تدخنين ..

    هناك .. كنت تطالعين ..

    هناك .. كنت كنخلةٍ تتمشطين ..

    وتدخلين على الضيوف ..

    كأنك السيف اليماني ..

    بلقيس ..

    أين زجاجة ( الغيرلان ) ؟

    والولاعة الزرقاء ..

    أين سجارة الـ (الكنت ) التي

    ما فارقت شفتيك ؟

    أين (الهاشمي ) مغنياً ..

    فوق القوام المهرجان ..

    تتذكر الأمشاط ماضيها ..

    فيكرج دمعها ..

    هل يا ترى الأمشاط من أشواقها أيضاً تعاني ؟

    بلقيس : صعبٌ أن أهاجر من دمي ..

    وأنا المحاصر بين ألسنة اللهيب ..

    وبين ألسنة الدخان ...

    بلقيس : أيتها الأميرة

    ها أنت تحترقين .. في حرب العشيرة والعشيرة

    ماذا سأكتب عن رحيل مليكتي ؟

    إن الكلام فضيحتي ..

    ها نحن نبحث بين أكوام الضحايا ..

    عن نجمةٍ سقطت ..

    وعن جسدٍ تناثر كالمرايا ..

    ها نحن نسأل يا حبيبة ..

    إن كان هذا القبر قبرك أنت

    أم قبر العروبة ..

    بلقيس :

    يا صفصافةً أرخت ضفائرها علي ..

    ويا زرافة كبرياء

    بلقيس :

    إن قضاءنا العربي أن يغتالنا عربٌ ..

    ويأكل لحمنا عربٌ ..

    ويبقر بطننا عربٌ ..

    ويفتح قبرنا عربٌ ..

    فكيف نفر من هذا القضاء ؟

    فالخنجر العربي .. ليس يقيم فرقاً

    بين أعناق الرجال ..

    وبين أعناق النساء ..

    بلقيس :

    إن هم فجروك .. فعندنا

    كل الجنائز تبتدي في كربلاء ..

    وتنتهي في كربلاء ..

    لن أقرأ التاريخ بعد اليوم

    إن أصابعي اشتعلت ..

    وأثوابي تغطيها الدماء ..

    ها نحن ندخل عصرنا الحجري

    نرجع كل يومٍ ، ألف عامٍ للوراء ...

    البحر في بيروت ..

    بعد رحيل عينيك استقال ..

    والشعر .. يسأل عن قصيدته

    التي لم تكتمل كلماتها ..

    ولا أحدٌ .. يجيب على السؤال

    الحزن يا بلقيس ..

    يعصر مهجتي كالبرتقالة ..

    الآن .. أعرف مأزق الكلمات

    أعرف ورطة اللغة المحالة ..

    وأنا الذي اخترع الرسائل ..

    لست أدري .. كيف أبتدئ الرسالة ..

    السيف يدخل لحم خاصرتي

    وخاصرة العبارة ..

    كل الحضارة ، أنت يا بلقيس ، والأنثى حضارة ..

    بلقيس : أنت بشارتي الكبرى ..

    فمن سرق البشارة ؟

    أنت الكتابة قبلما كانت كتابة ..

    أنت الجزيرة والمنارة ..

    بلقيس :

    يا قمري الذي طمروه ما بين الحجارة ..

    الآن ترتفع الستارة ..

    الآن ترتفع الستارة ..

    سأقول في التحقيق ..

    إني أعرف الأسماء .. والأشياء .. والسجناء ..

    والشهداء .. والفقراء .. والمستضعفين ..

    وأقول إني أعرف السياف قاتل زوجتي ..

    ووجوه كل المخبرين ..

    وأقول : إن عفافنا عهرٌ ..

    وتقوانا قذارة ..

    وأقول : إن نضالنا كذبٌ

    وأن لا فرق ..

    ما بين السياسة والدعارة !!

    سأقول في التحقيق :

    إني قد عرفت القاتلين

    وأقول :

    إن زماننا العربي مختصٌ بذبح الياسمين

    وبقتل كل الأنبياء ..

    وقتل كل المرسلين ..

    حتى العيون الخضر ..

    يأكلها العرب

    حتى الضفائر .. والخواتم

    والأساور .. والمرايا .. واللعب ..

    حتى النجوم تخاف من وطني ..

    ولا أدري السبب ..

    حتى الطيور تفر من وطني ..

    و لا أدري السبب ..

    حتى الكواكب .. والمراكب .. والسحب

    حتى الدفاتر .. والكتب ..

    وجميع أشياء الجمال ..

    جميعها .. ضد العرب ..

    لما تناثر جسمك الضوئي

    يا بلقيس ،

    لؤلؤةً كريمة

    فكرت : هل قتل النساء هوايةٌ عربيةٌ

    أم أننا في الأصل ، محترفو جريمة ؟

    بلقيس ..

    يا فرسي الجميلة .. إنني

    من كل تاريخي خجول

    هذي بلادٌ يقتلون بها الخيول ..

    هذي بلادٌ يقتلون بها الخيول ..

    من يوم أن نحروك ..

    يا بلقيس ..

    يا أحلى وطن ..

    لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن ..

    لا يعرف الإنسان كيف يموت في هذا الوطن ..

    ما زلت أدفع من دمي ..

    أعلى جزاء ..

    كي أسعد الدنيا .. ولكن السماء

    شاءت بأن أبقى وحيداً ..

    مثل أوراق الشتاء

    هل يولد الشعراء من رحم الشقاء ؟

    وهل القصيدة طعنةٌ

    في القلب .. ليس لها شفاء ؟

    أم أنني وحدي الذي

    عيناه تختصران تاريخ البكاء ؟

    سأقول في التحقيق :

    كيف غزالتي ماتت بسيف أبي لهب

    كل اللصوص من الخليج إلى المحيط ..

    يدمرون .. ويحرقون ..

    وينهبون .. ويرتشون ..

    ويعتدون على النساء ..

    كما يريد أبو لهب ..

    كل الكلاب موظفون ..

    ويأكلون ..

    ويسكرون ..

    على حساب أبي لهب ..

    لا قمحةٌ في الأرض ..

    تنبت دون رأي أبي لهب

    لا طفل يولد عندنا

    إلا وزارت أمه يوماً ..

    فراش أبي لهب !!...

    لا سجن يفتح ..

    دون رأي أبي لهب ..

    لا رأس يقطع

    دون أمر أبي لهب ..

    سأقول في التحقيق :

    كيف أميرتي اغتصبت

    وكيف تقاسموا فيروز عينيها

    وخاتم عرسها ..

    وأقول كيف تقاسموا الشعر الذي

    يجري كأنهار الذهب ..

    سأقول في التحقيق :

    كيف سطوا على آيات مصحفها الشريف

    وأضرموا فيه اللهب ..

    سأقول كيف استنزفوا دمها ..

    وكيف استملكوا فمها ..

    فما تركوا به ورداً .. ولا تركوا عنب

    هل موت بلقيسٍ ...

    هو النصر الوحيد

    بكل تاريخ العرب ؟؟...

    بلقيس ..

    يا معشوقتي حتى الثمالة ..

    الأنبياء الكاذبون ..

    يقرفصون ..

    ويركبون على الشعوب

    ولا رسالة ..

    لو أنهم حملوا إلينا ..

    من فلسطين الحزينة ..

    نجمةً ..

    أو برتقالة ..

    لو أنهم حملوا إلينا ..

    من شواطئ غزةٍ

    حجراً صغيراً

    أو محارة ..

    لو أنهم من ربع قرنٍ حرروا ..

    زيتونةً ..

    أو أرجعوا ليمونةً

    ومحوا عن التاريخ عاره

    لشكرت من قتلوك .. يا بلقيس ..

    يا معشوقتي حتى الثمالة ..

    لكنهم تركوا فلسطيناً

    ليغتالوا غزالة !!...

    ماذا يقول الشعر ، يا بلقيس ..

    في هذا الزمان ؟

    ماذا يقول الشعر ؟

    في العصر الشعوبي ..

    المجوسي ..

    الجبان

    والعالم العربي

    مسحوقٌ .. ومقموعٌ ..

    ومقطوع اللسان ..

    نحن الجريمة في تفوقها

    فما ( العقد الفريد ) وما ( الأغاني ) ؟؟

    أخذوك أيتها الحبيبة من يدي ..

    أخذوا القصيدة من فمي ..

    أخذوا الكتابة .. والقراءة ..

    والطفولة .. والأماني

    بلقيس .. يا بلقيس ..

    يا دمعاً ينقط فوق أهداب الكمان ..

    علمت من قتلوك أسرار الهوى

    لكنهم .. قبل انتهاء الشوط

    قد قتلوا حصاني

    بلقيس :

    أسألك السماح ، فربما

    كانت حياتك فديةً لحياتي ..

    إني لأعرف جيداً ..

    أن الذين تورطوا في القتل ، كان مرادهم

    أن يقتلوا كلماتي !!!

    نامي بحفظ الله .. أيتها الجميلة

    فالشعر بعدك مستحيلٌ ..

    والأنوثة مستحيلة

    ستظل أجيالٌ من الأطفال ..

    تسأل عن ضفائرك الطويلة ..

    وتظل أجيالٌ من العشاق

    تقرأ عنك . . أيتها المعلمة الأصيلة ...

    وسيعرف الأعراب يوماً ..

    أنهم قتلوا الرسولة ..

    قتلوا الرسولة ..

    ق .. ت .. ل ..و .. ا

    ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة




    قصيدة الحزن



    علمني حبك ..أن أحزن

    و أنا محتاج منذ عصور

    لامرأة تجعلني أحزن

    لامرأة أبكي بين ذراعيها

    مثل العصفور..

    لامرأة.. تجمع أجزائي

    كشظايا البللور المكسور

    ***

    علمني حبك.. سيدتي

    أسوء عادات

    علمني أفتح فنجاني

    في الليلة ألاف المرات..

    و أجرب طب العطارين..

    و أطرق باب العرافات..

    علمني ..أخرج من بيتي..

    لأمشط أرصفة الطرقات

    و أطارد وجهك..

    في الأمطار ، و في أضواء السيارات..

    و أطارد طيفك..

    حتى .. حتى ..

    في أوراق الإعلانات ..

    علمني حبك..

    كيف أهيم على وجهي..ساعات

    بحثا عن شعر غجري

    تحسده كل الغجريات

    بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..

    هو كل الأوجه و الأصوات

    ***

    أدخلني حبك.. سيدتي

    مدن الأحزان..

    و أنا من قبلك لم أدخل

    مدن الأحزان..

    لم أعرف أبداً..

    أن الدمع هو الإنسان

    أن الإنسان بلا حزنٍ

    ذكرى إنسان..

    ***

    علمني حبك..

    أن أتصرف كالصبيان

    أن أرسم وجهك ..

    بالطبشور على الحيطان..

    و على أشرعة الصيادين

    على الأجراس..

    على الصلبان

    علمني حبك..

    كيف الحب يغير خارطة الأزمان..

    علمني أني حين أحب..

    تكف الأرض عن الدوران

    علمني حبك أشياءً..

    ما كانت أبداً في الحسبان

    فقرأت أقاصيص الأطفال..

    دخلت قصور ملوك الجان

    و حلمت بأن تتزوجني

    بنت السلطان..

    تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجان

    تلك الشفتاها.. أشهى من زهر الرمان

    و حلمت بأني أخطفها

    مثل الفرسان..

    و حلمت بأني أهديها

    أطواق اللؤلؤ و المرجان..

    علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيان

    علمني كيف يمر العمر..

    و لا تأتي بنت السلطان..

    ***

    علمني حبك..

    كيف أحبك في كل الأشياء

    في الشجر العاري..

    في الأوراق اليابسة الصفراء

    في الجو الماطر.. في الأنواء..

    في أصغر مقهى..

    نشرب فيه، مساءً، قهوتنا السوداء..

    علمني حبك أن آوي..

    لفنادق ليس لها أسماء

    و كنائس ليس لها أسماء

    و مقاهٍ ليس لها أسماء

    علمني حبك..

    كيف الليل يضخم أحزان الغرباء..

    علمني..كيف أرى بيروت

    إمرأة..طاغية الإغراء..

    إمراةً..تلبس كل كل مساء

    أجمل ما تملك من أزياء

    و ترش العطر.. على نهديها

    للبحارة..و الأمراء..

    علمني حبك ..

    أن أبكي من غير بكاء

    علمني كيف ينام الحزن

    كغلام مقطوع القدمين..

    في طرق (الروشة) و (الحمراء)..

    ***

    علمني حبك أن أحزن..

    و أنا محتاج منذ عصور

    لامرأة.. تجعلني أحزن

    لامرأة.. أبكي بين ذراعيها..

    مثل العصفور..

    لامرأة تجمع أجزائي..

    كشظايا البللور المكسور..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 2:41 am